التكامل بين أنواع الإستدلال
أ ) أنواع الإستدلال وأنواع العلوم
أنواع الاستدلال
لقد يوجد ثلاثة أنواع من الاستدلال :
1) الاستدلال والاستنباط المنطقى 2) الاستدلال الرياضى 3) الاستدلال
الإستقرائى
هذا النوع انحدر الينا من فلاسفة اليونان وخاصة أرسطو وقد درسنا نوعين مأخوذين من المنطق التقليدى :
أ ) الاستدلال المباشر عن طريق التقابل بين القضايا .
ب) الاستدلال غير المباشر " القياس " .
وهو المنهج الاستنباطى وهو مطبق فى مجال الرياضيات .
وهو المنهج الاستقرائى القائم على الملاحظة والتجربة وهو مستخدم فى مجال العلوم الطبيعية .
ويمكن حصر هذه الأنواع من الاستدلال فى اثنين هما :
1) الاستنباط 2) الاستقراء
فى المنطق والرياضيات فى العلوم الطبيعية والإنسانية
وفى بعض الأحيان يجتمع كل من المنهجين فى منهج واحد كما هو الحال فى المنهج العلمى المعاصر .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~
ب ) أنواع العلوم
لقد يوجد ثلاثة أنواع من العلوم :
1) مجموعة العلوم الصورية 2) مجموعة علوم الواقع 3) مجموعة العلوم الإنسانية
كالرياضيات والمنطق ومنهجها الاستنباطى حيث نبدأ فى هذه العلوم بمقدمات نسلم بصحتها لنصل منها إلى نتائج لازمة عنها ويتوقف صدق هذه النتائج على صحى استنباطها من المقدمات وليس على تطابقها مع الواقع الفعلى .
كالعلوم الطبيعية ومنهجها الاستقراء وهى التى تعالج مادة الواقع الفعلى .
كعلم النفس وعلم الاجتماع ومنهجها الاستقراء حيث أنها فرع من العلوم الطبيعية بالمعنى الواسع لكلمة طبيعة رغم ما بها من صعوبات فى البحث .
ويمكن رد هذه الأنواع من العلوم إلى نوعين هما :
1) علوم صورية 2) علوم تدرس مادة العالم الواقعى
المنطق والرياضيات العلوم الطبيعية والإنسانية
ولذلك يمكن القول بأن الاستدلال نوعين أساسين يرتبط كل نوع بمجموعة من العلوم :
1) الاستدلال الاستنباطى : فى الرياضيات والمنطق .
2) الاستدلال الاستقرائى : فى العلوم الطبيعية والإنسانية .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~
3) التكامل بين نوعى الإستدلال
لقد يشير معنى التكامل بين نوعى الاستدلال إلى إمكان التعاون بينهما وذلك عن طريق الربط بينهما للوصول إلى صورة للمنهج العلمى يجمع بين الاستدلال الاستنباطى والاستدلال الاستقرائى كما فى المنهج العلمى المعاصر .
وهناك صورتان من صور التكامل بين هذين النوعين هما :
1) إمكان الجمع بين النوعين فى منهج واحد 2) التكامل بين الاستنباط والاستقراء وتكامل المعرفة العلمية
* فقد أدت التطورات العلمية المعاصرة إلى ضرورة جمعهما معا فى منهج واحد لتحقيق بعض الأغراض العلمية التى ما كان يمكن تحقيقها عن طريق أى منهما منفردا وذلك كما فى المنهج العلمى المعاصر .
* الأمر الذى يعنى أن الاستنباط يشكل جزءا من هذا المنهج الذى يتم استخدامه فى بعض أجزاء العلوم الطبيعية .
* كما أن هناك ما يسمى فى الرياضيات باسم الاستقراء الرياضى الذى يقوم على الانتقال من الحكم على ما هو خاص إلى حكم عام , ومن أمثلة ذلك الانتقال من الحكم على بعض الأعداد الأولية بأنها لا تقبل القسمة إلا على نفسها إلى حكم عام يقرر أن جميع الأعداد الأولية لا تقبل القسمة إلا على نفسها .
* ومن ثم فإنه يمكن الاستعانة بصورة من صور الاستقراء فى الرياضيات بجانب المنهج الاستنباطى وتكون هذه الصورة مكملة للمنهج الاستنباطى .
* وذلك حيث أن العلوم التى يتعامل معها الإنسان ليست هى فقط مجموعة العلوم الصورية ( الرياضيات والمنطق ) ولا هى فقط مجموعة علوم الواقع ( العلوم الطبيعية والإنسانية ) فلا يمكن للإنسان أن يكتفى فى ثقافته بأى مجموعة منها فبالاستنباط والاستقراء تتكامل المعرفة الانسانية .
* وهذا يعنى أن المنهج الاستنباطى والاستقرائى يقفان جنبا إلى جنب فى تعاون تام حتى تتكامل بهما المعرفة العلمية .
* لذلك عاب العلماء المحدثون وفلاسفة العلم على القدماء تركيزهم على المنهج الاستنباطى وجعله المنهج الوحيد للمعرفة العلمية .
* ولكن هذا لا يعنى أن المنهج الاستنباطى فاسد ويجب أن يحل مكانه المنهج التجريبى ولكن كل ما نعنيه هو أن الطريقة الاستنباطية وحدها لا يمكن أن تقدم لنا التفسير الصحيح للعالم ومشكلاته بل لابد من أن نستخدم بجانبه المنهج الاستقرائى .
* كما أن المنهج الاستنباطى قد تطور تطورا كبيرا نتيجة لتطور الرياضيات منذ القرن 17 وكان تطور الرياضيات مرتبطا بتطور العلوم الطبيعية لأن قوانين الطبيعة فى حاجة إلى الرياضيات للتعبير عن نفسها تعبيرا دقيقا , كما أن استخدام الملاحظة والتجريب يستلزم تطبيق المناهج الدقيقة للقياس للتوصل إلى القوانين التى تصاغ فى حدود رياضية وهذا سر نجاح العلم الطبيعى .
* ومن ثم يتكامل المنهجان وتتكامل بذلك معرفة الإنسان العلمية .
الأربعاء يوليو 22, 2009 9:58 am